Page 182 - قبيلة الكثران اللامية الطائية
P. 182
قبيلة الكثران اللامية الطائية 178
الدروب الفرعية من خلال بساتين النخيل إلى الجانب الآخر من
المدينة ،ثم إلى خارج المدينة من خلال بوابة أخرى إلى الخلف،
ومنها إلى أحد الحقول المنعزلة التي رأيناها من المرتفع .وكان
قريباً ،على بعد لا يبلغ الميل ..وفي بضع دقائق أخرى ترجلنا،
وعوملنا بكرم بالغ في (قهوة) حسين أحد أقارب محمد بن عروج.
ثم قالت :أما عن ما هي بالضبط علاقة حسين بمحمد ،فلم أستطع
بعد اكتشافه – ومحمد نفسه لا يكاد يعرف بالضبط – غير أنه من
الواضح هنا أن أية قرابة عصب مهما كانت خفيفة ،تعتبر ذات
أهمية عالية .وأضافت :لم نكد نجلس إلى نار حسين متفرجين على
البن في المحماس ،حتى وصل قريب آخر ،جذبه نبأ وصولنا،
ثم آخر ،وكلاهما يضجان بالمعاتبة لكوننا قبلنا ضيافة حسين لا
ضيافتهما .أما محمد فقد تلقى الكثير من القبل والمعانقات ،ولم
يجد بَّداً من أجل تطييب خاطر هؤلاء الأقارب من الوعد بأن يقيم
أسبوعاً عند كل منهما بمجرد ما تنتهي زيارتنا لحسين .في هذا
المكان الدم (القربى) أشد كثافة من الماء دون أي شك)1(.
ثم تحدثت عن مضيفهم بقولها :كنا نقوم بزيارات طيلة
الصباح ،لمضيفنا حسين ،والأقرباء الآخرين ،ثم لواحد أو اثنين
من وجهاء المدينة )2(.ثم ذكرت أن حسين مضيفهم الأول ،كان
يقول إنه ينتمي (لطيء) ،وأن آخرين من جيرانه من السرحان
أو (بني لام) ،وهو ليس في الحقيقة ابن العم المباشر لمحمد ،بل
من الدرجة الثانية ،فأبناء العم الحقيقيون يعيشون في (سكاكا))3(.
ثم إنه جاء رسول من (سكاكا) يحمل دعوة من (جوهر) والي
ابن رشيد على الجوف ..وقالت :ولكن سنمكث مع أقاربنا من
.1انظر :رحلة إلى نجد ،ص .152 ،151 :وهي هنا تقصد أن قربى النسب أشد تلاحماً من غيرها.
.2انظر :رحلة إلى نجد ،ص.158 :
.3انظر :رحلة إلى نجد ،ص.155 :