Page 179 - قبيلة الكثران اللامية الطائية
P. 179
قبيلة الكثران اللامية الطائية 175
بداية الرحلة
بدأت القافلة بالمسير وخرجوا من تدمر ،وتوقفوا في قرية
صغيرة جداً اسمها (طفس) ،ودخلوا أحد بيوتها ،وفيه عائلة من
بضعة أشخاص ،كبار وأطفال ،وهم أقارب لمحمد ،ولكنهم ليسوا
من آل عروج ،ثم قالت :كان كل هؤلاء يتحلقون حولنا ،ويعانقون
محمداً ويقبّلونه ،ولم يبُد عليه أي تيه برغم أرديته الفاخرة ومظهره
النبيل)1(.
وفي أحد الأيام قابلوا شاباً تبدو عليه علامات الكياسة ،قال إنه من
بريدة في نجد ،وقد سمع بأنهم ذاهبون إلى الجوف فجاء ليتعرف
عليهم ،وأنه تابع لبعض الأعيان في بغداد ،وعلى أساس انحداره
من بني لام في نجد أعلن ارتباطه بصلة قربى مع محمد فأمضيا
فترة الصباح يجلسان سوياً ،يمسك كل منهما بطرف سبحة محمد.
وبدا لصاحبة الرحلة أن ذلك الشاب ربما يكون قد غادر القصيم
صبياً؛ فرغم أنه يعرف حائل والقصيم إلا أنه لم يعطهم إلا القليل
من المعلومات ،حيث أعطاهم أسماء أقاربه وعناوينهم هناك)2(.
وبعد زمن دخلوا قرية (الجيزة) من منطقة حوران ،واستقبلهم
حسن شي ُخ القرية بالكرم والترحاب ،وهو صديق قديم لوالد محمد
(عبدالله بن عروج) ،وقد ذ َّكر محمداً بصديق آخر لأبيه يمكن أن
يخدمهم أكثر من أي شخص آخر هو حسين بن نجم الأطرش)3(.
.1انظر :رحلة إلى نجد ،ص.82 :
.2انظر :رحلة إلى نجد ،ص.83 :
.3انظر :رحلة إلى نجد ،ص .91 :آل الأطرش من كبار الأسر المعروفة بالزعامة في جبل الدروز.