Page 186 - قبيلة الكثران اللامية الطائية
P. 186
قبيلة الكثران اللامية الطائية 182
جلس (جازي) وسعد ،ممثلين للعروس ،بينما ركع (جثا) بينهما
على ركبتيه بتواضع رج ٌل صغير متجعد الوجه ،ولم يكن فرداً
من العائلة ،ولكنه كما فهمنا بعد ذلك كان وسيطاً محترفاً ،وفي
الخارج اجتمع الأصدقاء والأقرباء الأبعدون ،عبدالله وإبراهيم..
وستة رجال من آل عروج .بدأ هؤلاء بالجلوس على بعد لائق،
لكنهم بمجرد ما حمى النقاش بدأوا يقتربون إلى أن أدلى كل واحد
منهم برأي )1(.ثم ذكرت المؤلفة أن (عسرا) أخت (مطرة) قالت
لها :إنها لن تسمح بأن تتزوج أختها قبلها ،إلا أن تحظى بقرين
أفضل ،إنها لا تريد (جروان) ولو كان شيخ بلدة (كاف) )2(،وأنها
تريد أن تتزوج شيخ تدمر هي نفسها)3(.
ولكن في النهاية تم الاتفاق على الخطبة بعد مناقشات طويلة..
وكتب عقد الزواج ووقع ،وصار كل واحد سعيداً .ثم ُقضيت
بقية المساء في ابتهاج .ذبح جدي وأكل ،و ُغنيت أغاني ،و ُرويت
قصص ،ولم نترك قصيدة ابن عروج الشعرية المشهورة )4(،كما
يمكن أن يتوقع ،وناصر بن عروج شاعر ،فأنشد ارتجالًا قصيدة
في المناسبة)5(.
إن العلاقة بين آل عروج في تدمر والجوف لم تبدأ بمحاولة
محمد بن عروج الزواج من (مطرة) بنت جازي بن عروج ،بل
هي أقدم من ذلك ،فهم يعرفون أنهم أبناء عمومة – كما سيتضح
بعد قليل – ومن علاقاتهم ببعضهم ،وجود (مرزوقة) التي تحدثت
.1انظر :رحلة إلى نجد ،ص.172 - 168 :
.2الصواب أن (والد) جروان شيخ بلدة أثرة ،كما ذكرت هي قبل قليل وسيكون جروان كذلك،
وليس بلدة كاف ،انظر :رحلة إلى نجد ،ص.127 :
.3انظر :رحلة إلى نجد ،ص.173 :
.4تقصد قصيدتي زوجة أديد بن عروج ،ثم زوجة لزام بن عروج فيهما ،وقصيدة لزام بن عروج
بعد ذلك ،التي سبقت قبل قليل.
.5انظر :رحلة إلى نجد ،ص.173 :