Page 191 - قبيلة الكثران اللامية الطائية
P. 191

‫قبيلة الكثران اللامية الطائية ‪187‬‬

‫شمس الغد سنكون قد التقينا الأقرباء المفقودين‪ .‬قال محمد‪ :‬يا الله!!‬
‫وهو يبتسم بفرح وفخر!!‪ .‬ثم ذكر ْت أن محمداً كان يعاني مخاض‬
‫تأليف شعري لأسبوع مضى‪ ،‬وقد أفلح الآن في إنهاء القصيدة‪)1(.‬‬
‫وفي الصباح بدأوا التوجه نحو مضارب قبيلة الشيخ مطلق بن‬
‫عروج‪ ...‬وفي أحد ساعات ذلك النهار رأوا ثلاثين رجلًا يتجهون‬
‫نحوهم فاستعدوا للمواجهة‪ ،‬وتبين أنهم من قبيلة الشيخ مطلق‪ ،‬ثم‬
‫جاء رجل منهم قالت إن اسمه (حزام) الذي ذهب ليخبر الشيخ‬
‫مطلق بن عروج بالأمس‪ ،‬ثم قالت ‪ :‬يتميز الشيخ مطلق بهدوء‬
‫وتواضع كبيرين‪ ،‬ويفرض وقاره واحترامه‪ ،‬وهو يتحلى باللباقة‬
‫واللطف النادرين‪ ،‬ولقد أحببناه أكثر من أقارب محمد في الجوف‪.‬‬
‫وعلى عكس أبناء آل عروج في الجوف وتدمر بقي هذا الفرع‬
‫بدوياً لم يختلط بمصاهرات الحضر‪ .‬فالشيخ هو الممثل الحقيقي‬
‫لأبناء آل عروج في العارض‪ ،‬ويتمتع ببساطة وتواضع‪ ،‬وقد‬
‫سحرنا بلطفه شاكراً الهدايا البسيطة التي قدمناها له‪ .‬وقد قرر أن‬

          ‫يبيت الليلة معنا على أن يأخذنا في الغد إلى مضاربه‪.‬‬
‫ثم ذكرت أنه أحضر لهم ثلاث شياه هدية‪ ،‬وكان معه صقر‬
‫جميل جدا (طير حر)‪ ،‬ومعه فرسه الصغيرة من (كحيلة أم‬
‫أجراس)‪ ،‬أما أخوه حزام فيركب فرساً جميلة بحق‪ ،‬وأنها من‬
‫(الصقلاويات)‪ .‬ثم قالت إنها ذهبت لزيارة عائلة الشيخ مطلق‪،‬‬
‫وأن (ولفرد) بدأ يتفحص الخيول‪ ،‬وذكرت الكثير من أوصافها‪،‬‬

                      ‫ومقارنتها بغيرها من الخيول المشهورة‪.‬‬
‫وفي أثناء مكوث المؤلفة عند الشيخ مطلق ذكرت أنه يقول إن‬
‫مجلس شورى سيعقد الليلة للنظر في توجه القبيلة شمالًا‪ ،‬وإذا تقرر‬

‫‪ .1‬انظر‪ :‬رحلة إلى نجد‪ ،‬ص‪ .337 ،336 :‬أوردت المؤلفة القصيدة‪ ،‬ولكنها مكسرة وضعيفة جداً‪،‬‬
‫وقد تطرق فيها قائلها إلى خروجهم من الشام إلى الجوف‪ ،‬وخطبته في الجوف‪ ،‬وأثنى على المؤلفة‬
‫وزوجها‪ ،‬ودعا لهم بأن يصلوا سالمين إلى بلاد العجم – مقصدهم الأخير‪ .‬انظر الرحلة ص ‪.338 :‬‬
   186   187   188   189   190   191   192   193   194   195   196