Page 188 - قبيلة الكثران اللامية الطائية
P. 188
قبيلة الكثران اللامية الطائية 184
وذكرت صاحبة الرحلة أنها واجهت غموضاً من ابن رشيد في
موقفه منها وزوجها لعدة أيام ،ثم قالت :لقد كان مصدره تصرفات
محمد ،الذي أسكرته الحفاوة اللطيفة التي قابله بها الأمير باعتباره
من آل عروج .وأكدت بعد ذلك أن علاقتها بابن رشيد قد رجعت
كما كانت في بدايتها)1(.
الحريق :
ذكرت الليدي بلدة الحريق ومن فيها من الكثران على أنهم
أبناء عمومة لدليلها محمد بن عروج ،ومن ذلك أنها أوردت أنه
كان لآل عروج مشيخة جنوب شرق نجد ،وكانت لهم قوة مستقلة
وذات سيطرة تمتد من الخليج العربي إلى الحريق ،وهي واحة تقع
على تخوم الصحراء الجنوبية الكبرى ،وبقيت المنطقة المذكورة
بيدهم إلى أن آلت حالهم وحال غيرهم إلى وضع جديد)2(.
وبينما كانت فـي أحد مجالس ابن رشيد ذكرت أنها قابلت
شيخ الحريق )3(،الذي كلم محمداً عن الكثران في الحريق .تقول:
إنه جلس حولها رجل مس ٌّن قصير ومهذب جداً ،كان متميزاً بين
أولئك الشمريين المتأنقين بلباسه البسيط جداً ...ومع ذلك عامله
الجميع باحترام ،وكان واضحاً عل ُّو منزلته ،لقد شاركنا الحديث
وكلّم محمداً عن أقاربه في العارض وبدا أنه من جنوبي نجد ،مما
فسر خشونة ملبسه ،لقد كان في الواقع شيخ الحريق ،وهي أقصى
بلاد نجد باتجاه الجنوب ،تقع بالقرب من الدهناء ،أي الصحراء
.1انظر :رحلة إلى نجد ،ص.302 -301 :
.2انظر :رحلة إلى نجد ،ص.35 :
.3يترجح عندي أن ذلك الشيخ هو ناصر بن سعد الهزاني للتوافق الزمني بين فترة إمارته
للحريق وزمن وجود صاحبة الرحلة في حائل.