Page 176 - قبيلة الكثران اللامية الطائية
P. 176
قبيلة الكثران اللامية الطائية 172
رجب بن عروج
ذكر فتح الله الصايغ الحلبي( )1في رحلته في بادية الشام
عام 1225هـ ( )1810أنه دخل تدمر وكان معه توصية من
شيخ القريتين إلى شيخ تدمر رجب آل عروج ،وكان رجلًا مسناً
جليلًا ،وقد فرض ْت عليه الدولة نصف تكاليف حملة الحج ...ثم
قال :فدخلنا وسلمنا عليه فرحب بنا وأكرمنا غاية الإكرام ،وفي
اليوم الثاني طلبنا منه أن يجد لنا مكاناً نبيع فيه رزقنا ،فأعطانا
بيتاً صغيراً بالقرب منه( ...)2ولما علمنا عن مغارة تبعد عن
تدمر ثلاث ساعات ،فيها أنواع المعادن توجه اهتمامنا لزيارة
تلك المغارة ،ورجونا من الشيخ رجب آل عروج أن يرسلنا إلى
المغارة مع أناس طيبين معروفين ،فقال :ياجماعة ما أكثر غلبتكم،
أنتم جماعة «بياعين» على باب الله الكريم ،مالكم ولهذه الأمور
الصعبة ...ولك ْن غداً أرسلكم ومعكم ستة رجال «بورادية»
للمحافظة عليكم؛ لأن العربان كانت قد قد ملأت سهل تدمر من
مختلف القبائل )3(.وفي موضع آخر قال :وبعد قليل من الأيام
حضر الأمير ناصر بن مهنا (من آل مهنا الطائيين) من أولاد
الأمير مهنا بن الفاضل بن ملحم( )4وكبير أبنائه ودخل تدمر مع
.1كانت رحلة فتح الله الصايغ الحلبي عام 1225هـ ( ،)1810واستغرقت قرابة سبع سنين في بادية
الشام والعراق والجزيرة العربية وبلاد العجم ،وقبائل عرب الهند ،كما زار الدرعية ،والتقى بالإمام
عبدالله بن سعود ،وهو مسيحي الديانة ،ويرافقه مستشرق فرنسي اسمه ( :تيودور لاسكارس)،
(وتسمى الصايغ باسم عبدالله الخطيب ،ولاسكارس بالشيخ إبراهيم) ،وقد ظهروا أمام الناس بأنهم
تجار ملابس وأقمشة ،والحقيقة أن لاسكارس مستشرق فرنسي يريد التعرف على المنطقة لترسيخ
ولاء أهلها للفرنسيين وقلب ظهر المجن على الإنجليز.
.2انظر :رحلة فتح الله الصايغ الحلبي إلى بادية الشام وصحارى العراق والعجم والجزيرة العربية،
تحقيق الدكتور يوسف شلحد ،دار طلاس للدراسات والترجمة والنشر ،دمشق ،ط ،1994 ،2ص.61 :
.3انظر :رحلة فتح الله الصايغ الحلبي ،ص.63 :
.4إلى ملحم هذا تنتسب عشيرة الملحم الحالية في حمص ،وهو من آل مهنا من آل فضل من آل
ربيعة الطائيين.