Page 164 - قبيلة الكثران اللامية الطائية
P. 164
قبيلة الكثران اللامية الطائية 160
وتروى لأديد بن عروج قصة مشهورة ُذكر ْت في عدد من
كتابات المؤرخين بتفاوت في التفاصيل وأبيات الشعر )1(.فقد كان
يملك أديد ذلولًا أصيلة لم يركبها شحم لكثرة غزوه عليها ،وبعد
وفاته تزوجت زوجته الشاعرة بأخيه (لزام) الذي كان يشبهه جداً
في شكله ،ويحل محله في الإمارة إلى أن يأتي أديد من الغزو،
فلما قتل أديد وتزوج لزام زوجة أخيه ،لم يغ ُز على عادة العرب
آنذاك ،وكانت نساؤهم تحب الفارس الشجاع وتكره الجبان الخامل،
فركب المطي َة بعد وفاة أديد شحٌم كثير وتغيرت أوصافها ،وعندما
رجع الراعي بعد غيبة طويلة مع الإبل إذا بالذلول تهدر هدير
جمل ،وتؤذي الإبل ،فقال لزام لزوجته :اعقلي الذلول عن الإبل،
فرجعت وقالت :هذا جمل ما هي ذلول ،فقال :بلى هي ذلول أخي
أديد ،وعندها هاضت مشاعر المرأة وجاشت عاطفتها متذكرة
أيام زوجها أديد وشجاعته ومغازيه ،وقالت قصيدتها المشهورة
تمدح أديد وتهجو ل ّزام ،فسمعها ل َّزام ،وهي لا تشعر فتألم قلبه،
واستثارت حميته وحركت نخوته ...تقول زوجته :
يا فاطري ياما جرى لك من العنا مع دربك العيرات نـ ّشـت لحومها
غدا عنك نواس العدا مردي النضا يجرها مع ما نبا من حزومها
غدا عنك وا َّرث في مكانه ازلابه تروعه الظلما تليلي انجومها
يا ما حويتي جل ذوٍد من العدا أضحى عليها الغزو يفرق اسهومها
وياما يثور عند عينك من الدخن معار ٍك ِتدني ل�لأرواح يومها
عــليـك ِمْقـدم لابةـٍ شـاع ذكـره حامي تواليها امقِّدي يمومها
.1انظر :تاريخ طي وبني لام (مخطوط) ،ص .195 :وآدابنا الشعبية لمنديل الفهيد ،73/2
وانظر أيضاً :المنتخب في ذكر أنساب قبائل العرب ،ص ،290 :والمجاز بين اليمامة والحجاز
لابن خميس ،ص ،109 :وشاعرات من البادية ،عبد الله بن محمد بن رواس ص.129 :