Page 37 - قبيلة الكثران اللامية الطائية
P. 37
قبيلة الكثران اللامية الطائية 33
عبد للضيف ،وفي ذلك يقول :
وإني لعبد الضيف ما دام ثاوياً وما ف ّي إلا تلك من شـيمة العبد
وكان ي ِعُد غلامه بعتقه إذا جلب ضيفاً له في قوله :
أوق����د ف���إن ال��ل��ي��ل ل��ي��ل قر وال��ري��ح ي��ا م��وق��د ري��ح صر
()1عــســى يـرى نـارك مـن يـمـر إن جلبت ضيفاً فأنت ح��ر()1
وفي الكرم وعدم الاكتراث للمال يقول حاتم الطائي أيضاً :
يقولون لي أهلكت مالك فاقتصد ومـا كـن ُت لـولا ما تقولون سـيداً
ً (كل)2وا الآن من رزق الإله وأيسروا فإن على الرحمن رزقكم غداً ()2
كما اشتهرت قبائل طيء بالمروءة والعفة والوفاء ،يقول
حاتم الطائي من قصيدة له في ذلك:
فأقسمت لا أمشي إلى سـ ّر جارة مدى الدهر ما دام الحمام يغرد
ولا أشتري مالًا بغـدر علمته ألا كل مال خالط الغدر أنكد()3
3ومن ذيوع صيت حاتم في الكرم ،ما يرويه ابن كثير حينما وفد
حاتم الطائي على النعمان بن المنذر في الحيرة فأكرمه ،وأدناه ثم
زوده عند انصرافه بحمل جملين ذهباً وفضة ،غير ما أعطاه من
طرائف بلده ،فلما أشرف على أهله تلقته أعاريب طيء ،فاقتسموا
هذا المال بينهم ولم يبق منه شيء لعدي أو أهله )4(،وقد ظلت
شهرته في الجود والكرم معه حتى بعد وفاته إلى زماننا هذا.
.1انظر :ديوان حاتم الطائي ،ص.29 :
.2انظر :ديوان حاتم الطائي ،ص.18 :
.3انظر :ديوان حاتم الطائي ،ص.14 :
.4انظر :البداية والنهاية . 216 / 2