Page 38 - قبيلة الكثران اللامية الطائية

‫قبيلة الكثران اللامية الطائية‬ ‫‪34‬‬

‫كما اتصف من بني طيء بالشجاعة والبأس وعدم المبالاة‬
‫بالموت‪ ،‬العديد من شيوخهم وسادتهم‪ ،‬ومنهم أوس بن حارثة بن‬
‫لام الطائي شيخ بني لام المشهور وسيدها‪ )1(،‬والصحابي الجليل‬
‫زيد الخيل‪ ،‬وغيرهم من الطائيين الذين ذاعت شهرتهم في الآفاق‪.‬‬

‫كما عبر أحد شعرائهم عن شجاعتهم حين قال ‪:‬‬

‫بحيث تناصي طلحها وسـيالـها‬ ‫فلما أتينا السفح من بطن حائل‬
‫كـأسـد الـشـرى أقدامها ونـزالها‬ ‫دع��وا لنزار وانتمينا لطيء‬
‫لــسـائـلة عــنـا خـفـي سـؤالـهـا‬ ‫فلما التقينا بيّن السيف فيهم‬
‫صدور القنا منهم وعلت نهالها(‪)2‬‬ ‫‪2‬ولما عصينا بالرماح تضـلعت‬

‫ولم تكن الخصال الحميدة للرجال فقط من الطائيين بل اشتهر‬

‫من قبيلة طيء نساء وقفن مواقف الرجال‪ ،‬ومنهن سعدى أم أوس‬

‫بن حارثة‪ ،‬وكانت من الحكمة ورجاحة الرأي ما جعلها تحول بين‬

‫ابنها (أوس) وبين قتله لبشر بن أبي خازم بعد أن هجاه وهجاها‪.‬‬
‫وقد أشار عليه قومه بقتله فلما دخل عليها ‪ :‬أشارت عليه أن يرّد‬

‫عليه ماله ويعفو عنه ويحبوه فإنه لا يغسل هجاءه إلا مدحه‪ .‬فعفا‬
‫عنه أوس وحمله على فرس جواد‪ ،‬ورّد عليه ما كان أخذ منه‪،‬‬

‫فمدحه بشر بن أبي خازم بقصيدته المشهورة‪:‬‬

‫أتـعـرف مـن هنـيدة رسـم دار بخرجي ذروة ف��إل��ى لواها‬
‫ومنها م��ن��زل ب��ب��راق خبت عفت حقباً وغي ّرها بلاها(‪)3‬‬

‫‪3‬‬

‫‪ .1‬انظر‪ :‬جمهرة أنساب العرب‪ ،‬ص‪. 399 :‬‬
‫‪ .2‬انظر‪ :‬الكامل في اللغة والأدب ‪. 81/1‬‬

‫‪ .3‬انظر‪ :‬الكامل في التاريخ‪ ،‬لابن الأثير ‪.497/ 1‬‬