Page 40 - قبيلة الكثران اللامية الطائية
P. 40

‫قبيلة الكثران اللامية الطائية‬      ‫‪36‬‬

‫فقال النبي صلى الله عليه وسلم ‪(:‬يا جارية‪ ،‬هذه صفة المؤمن حقاً‪،‬‬
‫لو كان أبوك مسلماً لتر ّحمنا عليه خلّوا عنها فإن أباها كان يُ ِح ّب‬

                   ‫مكارم الأخلاق‪ ،‬والله يحب مكارم الأخلاق)‪.‬‬

‫	 وقدم ركب من طيء الشام‪ ،‬فأتت الرسول صلى الله عليه‬

‫وسلم فقالت‪( :‬قِدَم رهط من قومي)‪ ،‬فكساها رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم وحملها وأعطاها نفقة‪ ،‬فخرجت حتى قدمت على أخيها‬

‫فعاتبته وحثته على سرعة اللحاق بمحمد صلى الله عليه وسلم‪،‬‬

‫فقال ‪(:‬ما ترين في هذا الرجل؟) فقالت‪“ :‬أرى والله أن تلحق به‬
‫سريعاً فإن يكن الرجل نبياً فللسابق إليه فضله‪ ،‬وإن يكن ملكاً‬

‫فلن تذل في عز اليمن وأنت أنت”‪ .‬فلم يلبث أن خرج عدي حتى‬

‫قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة فأعلن إسلامه‪،‬‬
                              ‫وأسلمت هي وحسن إسلامها‪)1(.‬‬

‫	 ومن قبيلة طيء الشاعر المجيد أبوتمام حبيب بن أوس‬
‫الطائي‪ ،‬وله في مدح قبيلته العريقة طيء شعر كثير‪ ،‬ومنه قوله(‪:)2‬‬

‫وبطنانها منه وظهرانها تبر‬          ‫لنا جوهر لو خالط الأرض أصبحت‬
‫صغ ْت أذ ٌن للمجد ليس لها وقر‬      ‫جديلة وال��غ��وث ال��ل��ذان إليهما‬
‫بهـا القطر شـأواً قيل أيهم القطر؟‬  ‫جرى حاتم في حلبة منه لو جرى‬
                                   ‫فمن شاء فليفخر بما شاء من ندى‬
‫فليس لح ٍي غيرنا ذلـك الفخر‬        ‫جمعنا العلا بالجود بعد افتـراقها‬
‫إلينا كما الأيام يجمعها الشهر‬

‫‪ .1‬انظر‪ :‬السيرة النبوية لابن هشام ‪ ،579 – 578 /4‬وتهذيب السيرة لابن هشام ‪ ،‬ص‪.310 :‬‬
‫وللمزيد من تفاصيل قصة سفانة بنت حاتم مع رسول الله انظر‪ :‬الأغاني للأصفهاني ‪278/17‬‬
‫و‪ ،279‬وانظر‪ :‬ديوان حاتم الطائي ليحيى بن مدرك الطائي‪ ،‬ص‪ ،12 :‬وانظر‪ :‬كتاب تاريخ‬

                           ‫طيء‪ :‬أعلام‪ -‬نسب‪ -‬وقائع لعقيل بن إبراهيم القريطي‪ ،‬ص‪.183 :‬‬
                         ‫‪ .2‬للمزيد من أشعار أبي تمام في قبيلة طيء‪ ،‬انظر‪ :‬ديوان أبي تمام‪.‬‬
   35   36   37   38   39   40   41   42   43   44   45