Page 33 - قبيلة الكثران اللامية الطائية
P. 33

‫قبيلة الكثران اللامية الطائية ‪29‬‬

‫فقال زيد ‪" :‬في ك ٍل يا عمر نجدٌة وبأ ٌس وسيادة‪ ،‬ولكل رجل من‬
‫حيه مرباع‪ ،‬أما بنو حية فملوكنا وملوك غيرنا‪ ،‬وهم القداميس‬
‫القادة‪ ،‬والحماة الذادة‪ ،‬والأنجاد السادة‪ ،‬أعظمنا خميساً‪ ،‬وأكرمنا‬

                    ‫رئيساً‪ ،‬وأجملنا مجالس‪ ،‬وأنجدنا فوارس"‪.‬‬
‫فقال عمر‪ :‬رضي الله عنه‪" :‬ما تركت لمن بقي من طيء شيئاً"‬
‫فقال‪" :‬بلى والله‪ ،‬أما بنو ثعل وبنو نبهان وجرم فهم فوارس العدوة‬
‫وطلاعوا نجوة‪ ،‬ولا تحل لهم حبوة‪ ،‬ولا تراع لهم ندوة‪ ،‬ولا تدرك‬
‫لهم نبوة‪ ،‬عمود البلاد‪ ،‬وحية كل واد‪ ،‬وأهل الأسل الحداد‪ ،‬والخيل‬
‫الجياد والطارف والتلاد‪ ،‬وأما بنو جديلة فأسهلنا قراراً‪ ،‬وأعظمنا‬

      ‫أخطاراً‪ ،‬وأطلبنا للأوتار‪ ،‬وأحمانا للذمار‪ ،‬وأطعمنا للجار“‪.‬‬
                         ‫فقال له عمر ‪ :‬سم لنا هؤلاء الملوك‪.‬‬

‫قال‪ :‬نعم‪ ،‬عفير المجير على الملوك‪ ،‬وعمرو المفاخر‪ ،‬ويزيد شارب‬
‫الدماء‪ ،‬والغمر ذو الجود‪ ،‬ومجير الجراد‪ ،‬وسراج كل ظلام ولامة‪،‬‬
‫وملحم بن حنظلة هؤلاء كلهم من بني حية‪ .‬وأما حاتم بن عبد الله‬
‫الثعلي الجواد بلا مجار‪ ،‬والسمح بلا مبار‪ ،‬والليث الضرغامة‪،‬‬

     ‫قراع كل هامة‪ ،‬جوده في الناس علامة‪ ،‬لا يقر على ظلامة‪.‬‬
‫وقد اعترض رجل من بني ثعل لما مدح زيُد الخيل حاتَم الطائي‪،‬‬
‫فقال الرجل‪ :‬ومنا زيد بن مهلهل (يقصد زيد الخيل نفسه) النبهاني‪،‬‬
‫سيد قومه ورئيس الشيب والشبان وسم الفرسان‪ ،‬وآفة الأقران‪،‬‬
‫والمهيب بكل مكان‪ ،‬أسرع إلى الإيمان وآمن بالفرقان‪ ،‬رئيس قومه‬
‫في الجاهلية‪ ،‬وقائدهم إلى أعدائهم‪ ،‬على شحط المزار‪ ،‬وطموس‬
‫الآثار‪ ،‬وفي الإسلام رائدنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫ومجيبه من غير تلعثم ولا تلبث‪ .‬ومنا زيد بن سدوس النبهاني‬
‫عصمة الجيران‪ ،‬والغيق بكل أوان‪ ،‬ومضرم النيران‪ ،‬ومطعم‬
‫الندمان‪ ،‬وفخر كل يمان‪ .‬ومنا الأسد الرهيص‪ ،‬سيد بني جديلة‪،‬‬
‫ومدوخ كل قبيلة‪ ،‬قاتل عنترة فارس بني عبس ومكشف كل لبس‪.‬‬
   28   29   30   31   32   33   34   35   36   37   38