Page 39 - قبيلة الكثران اللامية الطائية
P. 39

‫قبيلة الكثران اللامية الطائية ‪35‬‬

‫ومن أولئك النساء أيضا ابنة أوس بن حارثة (بهيسة) التي وافقت‬

‫من الزواج بالحارث بن عوف المري‪ ،‬لأنها كانت تخطط للقيام‬

‫بأمر يوقف الحرب بين عبس وذبيان مستعينة بجاه أبيها وزوجها‬

‫وأموالهما‪ .‬فلما وصل بها الحارث إلى ديار قومه‪ ،‬امتنعت عليه‬

‫وطلبت منه أن يسعى إلى الصلح بين عبس وذبيان‪ ،‬فأعجب برأيها‬

‫ورجاحة عقلها‪ ،‬وسعى بالصلح بين القبيلتين‪ ،‬وشاركه في ذلك هرم‬

‫بن سنان الذبياني الجواد المشهور‪ ،‬حتى قبل الطرفان عقد الصلح‬

‫بينهما‪ ،‬وتحمل أبوها أوس بن حارثه ديات القتلى‪ ،‬وهكذا عاد الوئام‬

‫بين عبس وذبيان بعد حروب استمرت بينهما سنوات عديدة‪)1(.‬‬

‫أما سفانة بنت حاتم الطائي أخت عدي‪ ،‬فقد لعبت دوراً في‬
‫تشجيع أخيها بعد أن م ّن رسول الله صلى الله عليه وسلم عليها‬
‫فأطلق سراحها‪ ،‬وكانت امرأة راجحة عقل وذات حجة قوية‪ ،‬وذلك‬
‫أنه لما وقعت في الأسر‪ ،‬وقدموا بها إلى رسـول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم ُجعل ْت في حظيرة بباب المسجد فمر بها رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم فقامت إليه فقالت‪( :‬يا رسول الله َهلَ َك الوالِد وغا َب‬
‫اافملللعهولنافاَلهتدللَ‪،‬ه)َ‪،‬كفولفاارلقاوتساللِعو‪:‬لدجهل(!وو)يَ‪،‬غماْنحوَتبمَوىاالِفضتُوداىجفكدد؟ح)تفياقْثىماقنُلًمةنّتري‪:‬بثلّعلل(غاّثيعاًكدَفبمقليّانامبدالنلكته‪،‬وحثقعااملتليمآ)ِذكتِن‪):‬قي‪،‬ان(يلقيا‪:‬ا)‪.‬لر(‪:‬السوف(فواَقُّْردلي‬
‫أوسإفناّننتةأخبلقّدييقكالاعنّنتييلُففرّلكاساتلوعلشاناملليهت‪ ،‬بوصييل أحىمحايلاليهءالاعّذلليمعاهررو‪،‬ب!سول!ُيمْقف‪:‬إرنّ(يايي‬  ‫رواية أخرى أن‬
                                                                                                                          ‫ُم َح ّمد! إن رأي َت‬
                                                                                                                          ‫ابنة سيّد قومي‪،‬‬
‫الضيف‪ ،‬وُيشبع الجائع‪ ،‬ويُف ّرج عن المكروب‪ ،‬ويفشي السلام‬
‫وُيطعم الطعام‪ ،‬ولم يرّد طالب حاجة قط‪ ،‬أنا ابنة حاتم الطائي)‪،‬‬

‫‪ .1‬انظر‪ :‬الكامل في التاريخ‪ ،‬لابن الأثير ‪.498/ 1‬‬
   34   35   36   37   38   39   40   41   42   43   44