Page 32 - قبيلة الكثران اللامية الطائية
P. 32

‫قبيلة الكثران اللامية الطائية‬  ‫‪28‬‬

‫وفلسطين‪ .‬ولا تزال فروع قبيلة طيء ومنهم بنو صخر في الشام‬
‫وفي الأردن ونواحيها كما كان لبني لام قوة وسعة نفوذ في شمال‬
‫الجزيرة العربية خلال القرنين السابع والثامن الهجريين وما‬

                                                    ‫بعدهما‪.‬‬

                                                ‫مكانتها ‪:‬‬
‫ولقبيلة طيء مكانة كبيرة عند العرب قاطبة‪ ،‬فهي تتميز بلهجة‬
‫خاصة بها تسمى (لهجة طيء)‪ ،‬وكان لها اعتبار في مراحل جمع‬
‫اللغة العربية وقواعد النحو العربي‪ ،‬وامتاز بعضهم بجودة الخط‬

        ‫والكتابة‪ ،‬حتى نسب إليهم نوع من أنواع الخط العربي‪.‬‬
‫وكانت قبيلة طيء في الجاهلية من القبائل العربية العريقة الهامة‬
‫والمتميزة بمكانتها بين القبائل في الجزيرة العربية‪ ،‬ومن أيامهم (يوم‬
‫ظهر الدهناء‪ ،‬ويوم النسار‪ ،‬ويوم اليحاميم‪ ،‬ويوم أوارة الثاني)‪)1(.‬‬

‫كما كان لقبيلة طيء صلاتها مع الفرس والروم والسريان‪،‬‬
‫حتى إنهم أطلقوا عليها اسم (العرب) لمنعتها وعزتها ونفوذها‬
‫وتجاوزها حدود غيرها‪ ،‬ولذا اختار كسرى الفرس إياس بن‬
‫قبيصة الطائي لتولي الحكم أكثر من مرة في الحيرة‪ )2(.‬ولما هّم‬
‫بعض الطائيين بالارتداد عن الإسلام بعد وفاة النبي صلى الله‬
‫عليه وسلم منعهم عدي بن حاتم رضي الله عنه بعد أن وعظهم‬
‫وأرشدهم‪ ،‬ودعاهم لحرب المرتدين من القبائل العربية الأخرى‪.‬‬

‫وقد روي أن زيد الخيل دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫وعنده عمر بن الخطاب رضي الله عنه‪ ،‬فقال عمر لزيد‪ :‬أخبرنا‬

   ‫يا أبا مكنف عن طيء وملوكها ونجدتها وأصحاب مرابعها‪.‬‬

                           ‫‪ .1‬انظر‪ :‬قبيلة طيء في الجاهلية والإسلام‪ ،‬ص‪ 106 :‬وما بعدها‪.‬‬
                              ‫‪ .2‬انظر‪ :‬قبيلة طيء في الجاهلية والإسلام‪ ،‬ص‪ 9 :‬وما بعدها‪.‬‬
   27   28   29   30   31   32   33   34   35   36   37