Page 36 - قبيلة الكثران اللامية الطائية
P. 36
قبيلة الكثران اللامية الطائية 32
قال :أنا زيد الخيل بن مهلهل الطائي.
فقال رسول الله :بل أنت زيد الخير ،وقال :الحمد لله الذي جاء
بك من سهلك وجبلك ،ورقق قلبك على الإسلام يا زيد ،ما وصف
لي رجل قط فرأيته إلا كان دون ما وصف به إلا أنت فإنك فوق
ما قيل فيك.
فلما ولى ،قال النبي صلى الله عليه وسلم :أي رجل !! إن سلم
من آطام المدينة ..فأخذته الحمى فأنشأ يقول :
أنخت بآطام المدينة أربعاً وخمساً يغني فوقها اللي َل طائ ُر
شدد ُت عـليها رحـلَها وشـليلَها منالدرسواَلّ ْعراءوالبط ُنضام ُر
فمكث سبعاً ثم اشتدت الحمى به ،فخرج فقال لأصحابه :جنبوني
بلاد قيس فقد كانت بيننا حماسات في الجاهلية ،ولا والله لا أقاتل
مسلماً حتى ألقى الله ،فنزل بماء لحي من طيء يقال له فردة،
واشتدت به الحمى فأنشأ يقول :
أمرتح ٌلصحبيالمشارقغـدوة وأت��رك في بيت بفردة منجد
سقـى الله ما بين القفيل فطابة فما دون أرمام فما فوق منشد
هنالك لو أني مرضت لعادني عوائد من لم يـشـف منهن يجهد
فليت اللواتي عدنني لم يعدنني وليت اللواتي غبن عني ع ّودي
وقد اشتهرت قبائل طيء بالكرم والجود ،وعدم الاكتراث
للمال ،ويتجلى كرمهم في الاحتفاء بالضيف والترحيب به،
وفي إكرام الأرامل .وممن اشتهر بالجود والكرم وضرب
به المثل في السخاء حاتم الطائي ،حيث كان يعتز بأنه