Page 28 - قبيلة الكثران اللامية الطائية
P. 28

‫قبيلة الكثران اللامية الطائية‬  ‫‪24‬‬

‫وبعد أن كبرت القبيلة وصعب عليها التحرك مجموعة واحدة‪،‬‬
‫أصبح كل بطن من بطونها قبيلة مستقلة‪ ،‬وظهر ذلك جلياً في‬
‫القبيلة قبيل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم‪ ،‬ولأنه لم يكن هناك‬
‫سلطة واحدة تحكمهم‪ ،‬فليس هناك ملك‪ ،‬أو رئيس واحد يحكم‬
‫بلاد الجبلين قبل الإسلام بدأ الصراع والتنافس بين تلك البطون‬
‫والفروع‪ .‬ورغم ما قيل عن حاتم الطائي من أنه كان ملكاً في‬
‫قومه له المرباع‪ ،‬فإنه لم يكن له عرش كالمناذرة أو الغساسنة‪،‬‬
‫يدل على ذلك أنه لما وصلت سرية المسلمين بقيادة علي بن أبي‬
‫طالب رضي الله عنه في السنة التاسعة من الهجرة لم يكلف إلا‬

                                ‫غلامه لمراقبة هذه السرية‪)1(.‬‬

                                               ‫بطونها ‪:‬‬
‫وطيء له من الولد ثلاثة‪ ،‬هم‪ :‬الغوث‪ ،‬وفطرة‪ ،‬والحارث(‪.)2‬‬

     ‫وقد دخل بنو الحارث مع أبناء عمومتهم (فطرة والغوث)‪.‬‬

‫ومن الغوث ‪ :‬بنو شمر‪ ،‬وبنو نبهان‪ ،‬وبنو جرم وبنو ثعل‬
‫وغيرهم‪ .‬ومن الغوث أيضاً الجواد المشهور أبو عدي؛ حاتم بن‬
‫عبدالله الطائي‪ ،‬به يضرب المثل في الكرم‪ ،‬وقد قال عنه الرسول‬
‫صلى الله عليه وسلم في حواره مع سفانة بنت حاتم‪( :‬خلّوا عنها‬
‫فإن أباها يحب مكارم الأخلاق)‪ )3(.‬وهو شاعر مجيد‪ ،‬وأكثر‬
‫شعره في الجود والكرم ووصف الأخلاق الحميدة‪ ،‬ومن ذلك ما‬

                                      ‫‪ .1‬انظر‪ :‬السيرة النبوية لابن هشام ‪. 579 – 578 /4‬‬
‫‪ .2‬انظر‪ :‬نسب معد واليمن الكبيرلابن الكلبي ‪ ،218/1‬وكتاب‪ :‬سبائك الذهب في معرفة قبائل‬
‫العرب للسويدي‪ ،‬ص‪ 122 :‬و‪ ،125‬وكتاب ‪ :‬المنتخب في ذكر أنساب قبائل العرب‪ ،‬ص‪،246 :‬‬

              ‫وكتاب تاريخ طيء أعلام‪ -‬نسب‪ -‬وقائع‪ :‬لعقيل بن إبراهيم القريطي‪ ،‬ص‪.258 :‬‬
‫‪ .3‬لقصة سفانة بنت حاتم مع رسول الله وللحديث النبوي انظر‪ :‬الأغاني للأصفهاني ‪278 /17‬‬
‫و‪ ،279‬وانظر‪ :‬ديوان حاتم الطائي ليحيى بن مدرك الطائي‪ ،‬ص‪ ،12 :‬وانظر‪ :‬كتاب تاريخ‬

                           ‫طيء‪ :‬أعلام‪ -‬نسب‪ -‬وقائع لعقيل بن إبراهيم القريطي‪ ،‬ص‪.183 :‬‬
   23   24   25   26   27   28   29   30   31   32   33