Page 153 - قبيلة الكثران اللامية الطائية
P. 153

‫قبيلة الكثران اللامية الطائية ‪149‬‬

‫	 •وفي عام ‪1165‬هـ (‪ )1752‬ظهر عباس قولي خان فجأة في‬
‫مدينة دسبول لينتزع السلطة من آل كثير‪ ،‬لكنهم حاصروا المدينة‪،‬‬
‫ثم رفعوا الحصار عندما بلغهم أن مطلب بن محمد بن فرج الله‬
‫يتحرك نحوهم‪ ،‬إلا أن الفيضانات الربيعية أجبرته على البقاء فترة‬
‫من الزمن على الضفة الغربية للكرخة‪ ،‬وعندما انخفض منسوب‬
‫المياه عبر مطلب وجيشه النهر‪ ،‬فتصدى له آل كثير على الضفة‬
‫الشرقية‪ ،‬وظل الجيشان أربعة أشهر يتبادلان المناوشات والمعارك‬
‫الصغيرة المتفرقة‪ ،‬ثم تراجعا في النهاية مخلفين وراءهم الخراب‬
‫والدمار في كل مكان‪ .‬وكانت النتيجة انتصاراً جديداً لآل كثير‪،‬‬
‫وعندما توجه آل كثير بعد الانتصار للهجوم على مدينة دسبول‬

     ‫غادرها عباس قولي خان وخضعت المدينة من جديد لهم‪)1(.‬‬
‫	 •وفي عام ‪1165‬هـ (‪ )1752‬أيضاً نشب صراع على السلطة‬
‫في عائلة شيوخ آل كثير (آل خنيفر)‪ ،‬وبعد معارك دامية أُرغم سعد‬
‫بن فارس بن سعد آل كثير على التنحي لصالح عمه ناصر بن سعد‬
‫آل كثير‪ )2(،‬ثم اعتقل‪ ،‬ثم أطلق سراحه وهاجر إلى آل خميس‪ .‬وبعد‬
‫زمن قصير اضطر آل كثير للتدخل مراراً في تستر (شوشتر) حيث‬
‫كان وجهاء المدينة يعملون من أجل القيام بلعب دور نائب ناصر‬
‫بن سعد آل كثير‪ ،‬وكان لهذه العداوات عواقب وخيمة على المدينة‪،‬‬
‫فقد قتل في المعارك التي دارت داخلها قرابة ‪ 80‬شخصاً‪ .‬وقد أثار‬
‫تعيين ناصر آل كثير حفيظة عدد من القبائل العربية‪ ،‬وانتقلت القلاقل‬
‫إلى كافة مدن الأحواز‪ ،‬ومن ذلك أن أغارت قبائل بني لام (آل‬
‫عبدالخان) على دسبول وتستر والحويزة‪ ،‬فنشبت حرب بين هذه‬

‫‪ .1‬انظر كتاب‪ :‬البدو ‪ .80 - 73/4‬والأحواز (عربستان)‪ ،‬علي نعمة الحلو ‪ 178/2 ،238/1‬وما‬
                ‫بعد تلك الصفحات‪ .‬وانظر‪ :‬القبائل والعشائر العربية في خوزستان‪ ،‬ص‪.80 :‬‬

‫‪ .2‬انظر كتاب‪ :‬البدو ‪ .80 - 73/4‬وانظر‪ :‬خمسمائة سنة من تاريخ عربستان‪ ،‬للمؤرخ الإيراني‬
          ‫أحمد كسروي‪ ،‬ص‪ 289 :‬وما بعدها (وفي الكتاب تحامل على العرب في الأحواز)‪.‬‬
   148   149   150   151   152   153   154   155   156   157   158