Page 200 - قبيلة الكثران اللامية الطائية
P. 200
قبيلة الكثران اللامية الطائية 196
وخمسين ومائة وألف من ال ُعيينة إلى بلدة الدرعية ،فنزل في الليلة
الأولى على عبد الله بن سويلم ،ثم انتقل في اليوم التالي إلى دار
تلميذه الشيخ أحمد بن سويلم ،فلما سمع بذلك الأمير محمد بن
سعود ،قام من فوره مسرعاً إليه ومعه أخواه :ثنيان ومشاري،
فأتاه في بيت أحمد بن سويلم فسلم عليه ،وأبدى له غاية الإكرام
والتبجيل ،وأخبره أنه يمنعه بما يمنع به نساءه وأولاده ...القصة)1( .
3.3إذن فابن غنام لم يذكر شيئاً مما تمسك به العجلاني وابن
عثيمين من أ ّن الأمير هو الذي دعا الشيخ للدرعية ،وكون ابن
بشر َف ّصل في ذكر وبيان كيفية اقتناع الأمير محمد بن سعود
بدعوة الشيخ عن طريق زوجته وأخويه فهذه زيادة علم لا تنفي
القصة والقاعدة العقلية أن المثبت ُمَقّدٌم على النافـي لأ ّن المثبت
معه زيادُة علم ،فكيف ودلائل سياق ابن غنام توافق ما ذكره ابن
بشر وتدحض كلام من نفى القصة والموقف كاملًا.
4.4كيف يدعو الأمير محمد بن سعود الشيخ إلى الدرعية ،ثم
ينزل الشي ُخ على آل سويلم (على عبد الله بن سويلم ثم يتحول في
اليوم التالي إلى أحمد بن سويلم) .كيف يظل الشيخ يومين أو ثلاثة
عند آل سويلم ينتقل بينهم ،وهو مدع ٌّو من أمير البلدة ،فلو كان
مد ّعوًا من الأمير وُقّدر أنه م ّر بابن سويلم لكونه من طلابه لتحول
عنه بعد وقت قصير ،ولم يمكث يومين أو ثلاثة ينتقل بين بيوت
آل سويلم ؟! .فالعرب لا تقبل أخلاقها أن يدعو أمير البلد ضيفاً
جليلًا فيتركه وينزل عند غيره ،وابن غنام – الذي يتمسك ابن
عثيمين بروايته – يقول :فلما سمع بذلك الأمير محمد بن سعود،
.1انظر :تاريخ نجد للشيخ حسين بن غنام ،تحقيق ناصر الدين الأسد ،دار الشروق ،بيروت،
ط1415 ،4هـ ،ص .87 ،86 :