Page 130 - قبيلة الكثران اللامية الطائية
P. 130

‫قبيلة الكثران اللامية الطائية‬  ‫‪126‬‬

‫وفي منتصف القرن الثالث عشر الهجري كان جزء من الكثران‬
‫في منطقة الأحساء وما حولها؛ فقد ذكر ابن بشر في حوادث‬
‫‪1248‬هـ أن الامام تركي بن عبدالله نزل الاحساء وأقام فيه قرابة‬
‫شهر‪ ،‬وأنه تزوج من بنت هادي بن مذود رئيس عربان آل كثير‪،‬‬
‫وأخذها معه إلى الرياض‪ )1(.‬كما أشار محمود شكري الألوسي إلى‬

            ‫تفرق الكثران في نجد ورحيل أكثرهم إلى العراق‪)2(.‬‬

‫وقد أدى رحيل عدد كبير من الكثران من وسط نجد إلى العراق‪،‬‬
‫وإلى الأحواز‪ ،‬وصراعاتهم فيما بينهم إلى نتيجة حتمية هي ضعف‬
‫نفوذ القبيلة‪ ،‬وانحسار قوتها وتفرقها وغياب ذكرها‪ ،‬وهذا ما حصل‬
‫في هذه المرحلة‪ ،‬حيث تقطعت السبل بالكثران‪ ،‬وضعفوا وخمد‬
‫ذكرهم بين القبائل في نجد‪ .‬ويمكن أن يقال بأن القرن الثاني عشر‬
‫الهجري هو نهاية هذه المرحلة وبداية مرحلة جديدة تتمثل في‬

 ‫تحول من بقي من الكثران إلى حياة القرى والاشتغال بالزراعة‪.‬‬

                                          ‫المرحلة الرابعة ‪:‬‬
‫هي مرحلة التحول إلى حياة القرى‪ ،‬والتفرق في بلدان نجد‪،‬‬
‫ودخول بعضهم في قبائل أخرى‪ ،‬وقد بدأت هذه المرحلة في النصف‬
‫الثاني من القرن الثاني عشر الهجري واستمرت قرابة ثلاثمائة سنة‬

       ‫منتهية في الربع الأول من القرن الخامس عشر الهجري‪.‬‬

‫ومن البلدان والقرى التي استقر فيها الكثران‪ :‬الحريق‪ ،‬ومسكة‪،‬‬
‫وضرية‪ ،‬والأحساء‪ ،‬وسدير‪ ،‬والقصب‪ ،‬وأشيقر‪ ،‬ومرات‪ ،‬وفيضة‬
‫السر‪ ،‬وحريملاء والعيينة‪ ،‬ثم رحل بعضهم من تلك البلدان إلى‬
‫الأفلاج والهلالية‪ ،‬والرس‪ ،‬وعفيف‪ ،‬وبلدان سدير‪ ،‬وضرما‪،‬‬

                        ‫وبريدة‪ ،‬والمزاحمية وسدوس وغيرها‪.‬‬

                                                    ‫‪ .1‬انظر عنوان المجد لابن بشر ‪.88/2‬‬
                                    ‫‪ .2‬انظر‪ :‬تاريخ نجد لمحمود شكري الألوسي‪ ،‬ص‪.68 :‬‬
   125   126   127   128   129   130   131   132   133   134   135