Page 85 - قبيلة الكثران اللامية الطائية
P. 85

‫قبيلة الكثران اللامية الطائية ‪81‬‬

‫ونظراً للدور المهم‪ ،‬والنفوذ الواسع الذي كانت تتمتع به قبيلة بني‬
‫لام فقد كانت تقوم بدور الوساطة في حسم الخلافات التي كانت‬
‫تنشب بين الحكومة والعشائر الأخرى‪ ،‬وقد حاول داود باشا ‪ -‬والي‬
‫بغداد ‪ -‬تقسيم مشيخة بني لام إلى قسمين‪ :‬قسم يعطيه شرقي دجلة‪،‬‬

     ‫ويعطي القسم الآخر غربي دجلة‪ ،‬لكنه لم يفلح في مسعاه‪)1(.‬‬
‫وعندما استولى (الأتراك) العثمانيون على بغداد والبصرة في‬
‫منتصف القرن الحادي عشر الهجري أعلنت قبيلة بني لام في‬
‫العراق مقاومتها لهذا الاستيلاء ومواجهة المحتلين‪ .‬وقد أعلن‬
‫بنو لام سيطرتهم على شرقي نهر دجلة وغربه والاقتراب من‬
‫ضواحي بغداد والبصرة‪ ،‬وشن الغارات المتتابعة لمعرفة قوة‬
‫الحكام الأتراك في تلك المنطقتين‪ .‬ولم تخضع قبيلة بني لام‬
‫لسلطان الأتراك طيلة ثلاثة قرون‪ ،‬بالرغم من الحملات العسكرية‬
‫الكبيرة والكثيرة التي كان يشنونها ضد إمارة قبيلة بني لام قبل‬

             ‫احتلال مدينة العمارة سنة ‪1278‬هـ (‪)2( .)1861‬‬

‫وكان لبني لام قبل تاريخ احتلال مدينة العمارة من قبل الأتراك‬
‫(العثمانيين) معارك ومواجهات عديدة مع الأتراك والمشعشعين‬
‫وغيرهم‪ ،‬وقد حرصت على إيرادها هنا؛ لنعرف جميعاً نعمة الله‬
‫تعالى علينا اليوم بالأمن والأمان الذي نعيشه في المملكة العربية‬
‫السعودية‪ ،‬بينما عاش الآخرون الخوف والجوع والمرض‪ ،‬فكانوا‬
‫يتصارعون لأي سبب‪ ،‬وكان السيف والقتل هو الحل الوحيد‬

                  ‫لفض الخصومة وإعلان الموقف المعارض‪.‬‬

                                     ‫‪ .1‬انظر‪ :‬موسوعة عشائر العراق‪ ،‬للروضان ‪.301/2‬‬
                                                    ‫‪ .2‬انظر كتاب‪ :‬البدو ‪.669 – 654/3‬‬
   80   81   82   83   84   85   86   87   88   89   90