Page 384 - قبيلة الكثران اللامية الطائية
P. 384
قبيلة الكثران اللامية الطائية 380
واشتهر كثران الحريق بالجمع في الاهتمام بين زراعة النخيل
وامتلاك الإبل ورعايتها ،وهذا ما أكده أمير حائل آنذاك محمد بن
عبدالله بن رشيد في أحد مجالسه في حائل حينما استقبل وفداً من
أهل الحريق في بداية القرن الرابع عشر الهجري ،وقبل دخول
الملك عبدالعزيز للرياض عام 1319هـ )1(.وقد كان الحريق
مكاناً مشهوراً عند البادية يبقون فيه أو قريباً منه وقت التمر
(القيظ) .ولهذا توطدت الصلات بين كثران الحريق وعدٌد من
كبار رجال البادية في نجد ،وكانوا يفدون إلى الحريق سنوياً
فيجدون الإكرام والقصور المفتوحة لهم ولغيرهم .ومن أهم تلك
الوفود وفد الشيخ محمد بن هندي بن حميد(( )2أبوسلطان) أحد
شيوخ قبيلة عتيبة ،حيث كان يأتي للحريق بشكل مستمر خاصة
في الفترة بين عامي1301( :هـ 1333هـ) ،فيجد منهم الإكرام
والتقدير طوال فترة بقائه عندهم ،وله معهم مواقف مشهودة تدل
على قوة العلاقة ومتانتها .وكان يأخذ تموره كل سنة من مزرعة
نخيل مشهورة للكثران في الحريق تسمى (عليّا) ،ومما قال في
الكثران وكرمهم ،قصيدة ،منها قوله :
يا هندي اركب حرة في غذاها ما ش ّملت عنها امها في المساريح
أنحر (عليّا) جعل يعمـر جباها سلم على ذيك الوجيه المفاليـح
.1انظر ترجمة عبود بن إبراهيم الكثيري لهذا الموقف ولعلاقة كثران الحريق مع الشيخ محمد
بن هندي بن حميد.
.2هو محمد بن هندي بن حميد أحد شيوخ قبيلة عتيبة ،والأمير الثامن من الحمدة (آل حميد) ،فارس
وقائد مشهور ،ولم يشتهر بقول الشعر كغيره من شيوخ الحمدة ،توفي عام 1333هـ إثر سقوطه
من فوق راحلته ،وله من الأولاد سلطان (المتوفى سنة 1342هـ) -وكان يكنى به -وهندي ونايف
وذعار .انظر :خير الدين الزركلي ،شبه الجزيرة العربية ،دار العلم للملايين ،بيروت ،1985 ،ص
147 ،138 :وغيرها .وانظر :ديوان الشعر العامي بلهجة أهل نجد ،لأبي عبدالرحمن بن عقيل،
ط ،1الرياض ،دار العلوم1406 ،هـ .وانظر :صحيح الأخبار ،لمحمد بن بليهد ،122/2وانظر
أخباره ص ،123 – 112 :وانظر :تاريخ الحمدة ،زعماء عتيبة ،عبدالعزيز الوذيناني .847/1