Page 281 - قبيلة الكثران اللامية الطائية
P. 281

‫قبيلة الكثران اللامية الطائية ‪277‬‬

‫بعثته إلى الرياض ليكمل تعليمه في حلقات علماء الدعوة رحمهم‬
‫الله‪ .‬كما أخذ العلم عن بعض علماء نجد ممن عاصرهم‪ ،‬فقرأ‬
‫على علماء الوشم‪ ،‬ثم رحل إلى سدير فقرأ على علمائها‪ ،‬ثم عاد‬
‫إلى بلده وواصل انكبابه على التوسع في تحصيل العلم‪ ،‬بمزيد من‬

                                 ‫القراءة والتحقيق والحفظ‪)1(.‬‬
‫عاصر الشيخ أحمد امتداد دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب‪،‬‬
‫وكان أحد العلماء الذين نافحوا عنها‪ ،‬ونذر نفسه للذب عنها بلسانه‬
‫وقلمه وشعره‪ ،‬وقد عّده الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن البسام أحد‬
‫علماء سبعة كبار نافحوا عن الدعوة‪ )2(،‬وله أرجوزة فريدة عن‬
‫سقوط الدرعية وما تلاها من أحداث‪ .‬وقد كتب بخط يده في‬
‫مقدمتها ما يوثق نسبه فكتب الحنبلي مذهباً الكثيري نسباً ال َم َرائي‬

                                           ‫(بفتح الميم) بلداً ‪:‬‬
     ‫يقول عبٌد أصله من ما ِء الحنبلي المذهب ال َم َرائي‬
     ‫بفتح ميٍم اص َح لا ت ُض ّمها فضمها يا صاح غاية ذ ّمها‬
‫وقد تولى الشيخ أحمد بن دعيج القضاء في مرات بعد مقتل‬
‫قاضيها الشيخ إبراهيم بن مشرف رحمه الله عام ‪1232‬هـ في‬
‫معركة الماوية التي وقعت بين الأمير عبدالله بن سعود وإبراهيم‬
‫باشا‪ ،‬حيث د ّب الاضطراب في البلاد وصار ك ُّل بلد يحكم نفسه‪،‬‬
‫فانتصب الشيخ أحمد بن دعيج وتصدى للقضاء والفتيا احتساباً‬
‫لوجه الله ونزولًا عند رغبة جماعته أهل مرات‪ .‬وقد توافد عليه‬
‫الناس من كل أنحاء الوشم لحل مشاكلهم والسؤال عن أمور‬
‫دينهم‪ ،‬فكان قاضياً ومفتياً للوشم عامة في وقته‪ .‬ولما عاد حكم آل‬

‫‪ .1‬انظر كتاب‪ :‬قاضي الوشم الشيخ أحمد بن علي بن دعيج‪ ،‬للدكتور عبدالله الزيد‪ ،‬ط‪1429 ،1‬هـ‪،‬‬
                                                                    ‫ص‪ 139 :‬وما بعدها‪.‬‬

                  ‫‪ .2‬انظر‪:‬علماء نجد خلال ثمانية قرون‪ ،‬للشيخ عبدالله البسام‪ ،‬مقدمة الكتاب‪.‬‬
   276   277   278   279   280   281   282   283   284   285   286