Page 61 - قبيلة الكثران اللامية الطائية
P. 61

‫قبيلة الكثران اللامية الطائية ‪57‬‬

‫شمالًا‪ ،‬وهذا هو زمن نفوذهم وقوتهم وسيطرتهم على وسط‬
‫الجزيرة العربية وشمالها‪ ،‬ويرى الشيخ عبدالله بن عبدالعزيز‬
‫المفلح الجذالين رحمه الله أن حلف الدواسر(‪ )1‬ما أقيم في القرن‬
‫التاسع الهجري إلا لمواجهة بني لام وإضعاف قوتهم وسيطرتهم‬
‫على نجد‪ )2(،‬حيث توجهت القبائل كلها لإضعافهم‪ ،‬وربما أن من‬
‫آخرها الموقعة التي حصلت بين من تبقى من بني لام‪ )3(،‬وبين‬

   ‫الشريف حسين بن أبي نمي سنة ‪ 964‬هـ في جبلي طيء‪)4(.‬‬
‫وقد انتهت هذه المرحلة في القرن التاسع الهجري حيث كبُر حجم‬
‫القبيلة‪ ،‬وأصبحت كثرة عددها أمراً ظاهراً‪ ،‬فبدأت تتشكل فيها‬
‫قبائل فرعية (ومنهم آل كثير‪ ،‬وآل فضل‪ ،‬وآل مغيرة‪ ،‬والظفير)‬
‫الذين انفصلوا عن القبيلة الأم في أول القرن التاسع‪ ،‬ورحلوا إلى‬
‫وسط نجد‪ .‬وقد مهدت أحداث القرن التاسع لما حدث في النصف‬
‫الأول من القرن العاشر الهجري (السادس عشر الميلادي)‪ ،‬حيث‬
‫لم تعد القبيلة تستطيع التحرك بسهولة بسبب كبر حجمها‪ ،‬فرحل‬
‫جزء كبير من بني لام (ومنهم جم ٌع من آل كثير) إلى العراق‬
‫والشام‪ .‬ويؤكد عباس العزاوي أن وجود بني لام في العراق كان‬
‫قبل سنة ‪941‬هـ نظراً لوجود ذكر لهم في عدد من مصادره‪)5(.‬‬
‫وأكد بعض الباحثين حسب وثائق برتغالية انتقال جزء من بني‬

        ‫لام عام ‪942‬هـ إلى شرق الجزيرة العربية وشمالها‪)6(.‬‬

‫‪ .1‬الدواسر قبائل كثيرة جمعها حلف مشهور‪ ،‬وهم قسمان‪ :‬التغالبة‪ ،‬وهم بنو تغلب بن وائل‬
‫(عدنانيون)‪ ،‬والزايدية‪ ،‬وهم بنو زايد بن سالم من الأزد (قحطانيون)‪ .‬للمزيد انظر‪ :‬تأريخ الأفلاج‬
‫وحضارتها‪ ،‬ص ‪ ،139‬وكتاب‪ :‬قبيلة الدواسر (مخطوط) لأبي عبدالرحمن بن عقيل الظاهري‪.‬‬
‫‪ .2‬انظر‪ :‬تاريخ الأفلاج وحضارتها‪ ،‬ص‪ ،139 :‬والجذالين نسبهم وموجز تاريخهم‪ ،‬ص‪.22 :‬‬
‫‪ .3‬يؤكد عباس العزاوي أن وجود بني لام في العراق كان قبل سنة ‪941‬هـ نظراً لوجود ذكر‬

                          ‫لهم في عدد من مصادره‪ .‬انظر المرحلة الأولى من تاريخ بني لام‪.‬‬
                                ‫‪ .4‬انظر‪ :‬جامع أنساب قبائل العرب للسرحاني‪ ،‬ص‪.127 :‬‬

                              ‫‪ .5‬انظر‪ :‬موسوعة عشائر العراق‪ ،‬لعباس العزاوي ‪.249 /2‬‬
                      ‫‪ .6‬انظر‪ :‬كتاب إمارة آل شبيب في شرق الجزيرة العربية‪ ،‬ص‪.137 :‬‬
   56   57   58   59   60   61   62   63   64   65   66