Page 57 - قبيلة الكثران اللامية الطائية
P. 57
قبيلة الكثران اللامية الطائية 53
بين قبائل العرب .فقد ورد في معجم الخيل من أسماء خيل بني
لام نحو ثلاثين فرساً من الخيل العربية الأصيلة ،وقد أنتجت تلك
الخيول مئات من سلالالتها الجياد .وهذا التميز في الخيل جاءهم
من قبيلة طيء حيث إن من ساداتها من سم ّي بالخيل لكثرة ما
ملكه من عتاق الخيل ،وهو الصحابي الجليل زيد الخيل الطائي،
وسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم (زيد الخير) حين وفد
عليه .كما اشتهرت بعض فروع طيء بسلالات جياد من الخيل
غير ما هو موجود عند بني لام ،مثل :شمر ،وبني صخر.
ومما يروى أن تصاريف الزمان ساقت الملك الظاهر بيبرس
إلى منازل بني لام من طيء ،وهو طريد مشرد ،ولم يكن قد
بقي معه سوى فرس واحد يعول عليه ،فسأل علي بن حديثة
فرساً يركبه ،فلم يعطه شيئاً ،وكان ذلك بمحضر من عيسى بن
مهنا الطائي -أمير العرب في زمانه -فأخذه عيسى وضمه إليه
وآواه وأكرمه ،وخيّره في رباط خيله ،فاختار منها فرساً فأعطاه
ذلك الفرس ،وزوده وبالغ في الإحسان إليه ،فعرفها له الظاهر
بيبرس ،فلما تملك انتزع الإمرة من أبي بكر بن علي وجعلها
لعيسى بن مهنا)1(.
ومن أصول الخيل المنسوبة إلى بني لام (الشويمات من كحيلات
العجوز) ،و(الشويمة السلحية) )2(.ولعجل بن حنيتم أحد شيوخ آل
مغيرة وبني لام في وقته خيل جياد ،وقد كانت (كحيلة نومة) من
مرابط خيله .وكان للخيل الأصيلة التي يملكها بنو لام دور مهم
.1انظر :مسالك الأبصار في ممالك الأمصار ،لابن فضل الله العمري (سيرة الملك الظاهر بيبرس).
.2انظر :كتاب أصول الخيل العربية ،حمد الجاسر ،دار اليمامة بالرياض1415 ،هـ ،ص.12: