Page 361 - قبيلة الكثران اللامية الطائية
P. 361
قبيلة الكثران اللامية الطائية 357
تلامذة هذين الشيخين ،وكانوا يقدمونه ويحترمونه ،وقد أدرك قدراً
كبيراً من العلم في شبيبته ،وفاق أقرانه ،ولذا حاز في مطلع عمره
الإكرام والتقدير من مشايخه وزملائه ،وصاروا يرجعون إليه فيما
يشكل عليهم .وكان أبيض اللون مشرباً بحمره ،كث اللحية ،ويعلو
وجهه البهاء والنور وله سمت حسن ،وسيرته حسنة ،ومعاملته جميلة
لمحاسن أخلاقه ولين عريكته .قال المؤرخ ابن عبيد :كان مقبولا
عند الناس ،وألفه طلاب العلم وأهل الدين ،وفاق الأقران ،وسبق أبناء
الزمان ،وأقر بفضله القاصي والدان ،وكان محبوباً عند الناس يألفونه
ويعظمونه ومن أسرة كبيرة في القصيم”(.)1
وكان يلقب بالحميدي تحبباً ،ولـ ّما رأى آل سليم عقله وعلمه
ووقاره أشاروا على الملك عبدالعزيز أن يبعثه معلما ومرشداً
فأرسله لشيخ قبيلة مطير فيصل الدويش( )2في بلدة الأرطاوية،
فأّدى واجبه فيها ،فكان – رحمه الله -يقضي ويد ّرس في الأرطاوية
التي كانت تضم الآلاف من قبيلة مطير إبان ازدهارها بهم ،وقد
رافق فيصل الدويش إلى المدينة المنورة عندما حاصرت الجيوش
السعودية جيش الترك هناك حتى استولى الملك عبدالعزيز عليها.
طلب منه الملك عبدالعزيز –رحمه الله -أن يتولى القضاء في
الحجاز ،فاعتذر تورعاً .جلس للتدريس والإفتاء ،فأخذ عنه كثير
من زملائه وأقرانه وعدد كبير من طلبة العلم في بريدة ،ومنهم:
الشيخ عبدالمحسن بن عبيد ،والشيخ علي بن عبدالعزيز العجاجي،
والشيخ صالح بن عبدالعزيز العجاجي ،والشيخ عثمان بن أحمد
بن بشر ،والشيخ وايل الطريقي ،كما أن له طلبة وتلاميذ كثيرين
في الأرطاوية ،رغم أنه توفي وله من العمر خمس وثلاثون سنة.
.1تذكرة أولى النهى والعرفان .157 / 3
.2هو فيصل بن سلطان الدويش ،زعيم قبيلة مطير ،وأحد زعماء الإخوان ،وأمير هجرة
الأرطاوية ،كان مقداما لا يهاب الموت ،ومن قادة الجيش السعودي في توحيد البلاد ،ثم ثار مع
من ثار على الملك عبدالعزيز وقاتله في معركة السبلة عام 1347هـ التي انتصر فيها جيش الملك
عبدالعزيز وانهزم فيها الإخوان ،توفي رحمه الله عام 1351هـ.