Page 357 - قبيلة الكثران اللامية الطائية
P. 357

‫قبيلة الكثران اللامية الطائية ‪353‬‬

            ‫الشيخ عبدالرحمن بن ناصر العجاجي‬
‫هو عبدالرحمن بن ناصر بن سليمان العجاجي الكثيري‪ .‬ولد‬
‫في عام ‪1270‬هـ في بريدة‪ .‬قرأ القرآن الكريم وبعض كتب الفقه‬
‫والتوحيد على عدد من مشايخ بريدة‪ ،‬ومنهم‪ :‬الشيخ سليمان بن‬
‫علي المقبل‪ ،‬والشيخ محمد بن عمر بن سليم‪ ،‬والشيخ إبراهيم‬
‫بن عجلان‪ ،‬والشيخ محمد بن عبدالله بن سليم‪ .‬وتعلم واجتهد‬
‫حتى عَّد من العلماء‪ ،‬وله خط جيد كتب به بعض الكتب‪ .‬كان‬
‫الشيخ عبدالرحمن صاحب همة عالية في نشر الدعوة‪ ،‬والعقيدة‬
‫الصحيحة‪ ،‬وقد كان مهتما بنشر التعليم في البادية‪ ،‬وحاول مع‬
‫عدد من أمراء المناطق حوله أن يساعدوه في ذلك فلم يساعده‬
‫أحد منهم‪ .‬فقد بدأ بخاله حسن المهنا فأشار عليه بأن يعلم البادية‪،‬‬
‫ويهتم بذلك‪ ،‬ويبعث لهم بمرشدين فلم يعمل بنصحه‪ ،‬ثم ركب إلى‬
‫محمد العبدالله الرشيد بحائل‪ ،‬فعرض عليه الفكرة‪ ،‬وأشار عليه‬
‫بتنفيذها فلم يقبل‪ .‬كان ورعاً عابداً متعففاً‪ ،‬متواضعا‪ ،‬منصرفاً للعلم‬
‫بحثاً وتحصيلًا وتعليماً‪ ،‬حتى قامت الفتنة بين الأمير محمد بن‬
‫رشيد وأهل القصيم‪ ،‬وتواجه الفريقان في المليداء سنة ‪1308‬هـ‪،‬‬
‫وحصلت مقتلة عظيمة كانت خسارة أهل القصيم فيها كبيرة‪.‬‬
‫وكان الشيخ عبدالرحمن العجاجي مع غزو أهل بريدة بقيادة خاله‬

       ‫حسن المهنا أبا الخيل‪ ،‬فقتل وقتل معه خمسة من أشقائه‪.‬‬
‫يقول عنه المؤرخ إبراهيم بن عبيد(‪ )1‬في حديثه عن َمن ُقتل من‬
‫الأعيان من أهل بريدة ‪ :‬فأما عبدالرحمن بن ناصر العجاجي فإنه‬
‫كان زاهداً ورعاً تقيًّا‪ ،‬وله مقامات في الزهد عجيبة‪ ،‬وكان مقبلًا‬
‫على الله والدار الآخرة‪ ،‬معرضاً عن الدنيا‪ ،‬طالب علم عاملًا‪ ،‬وله‬
‫كتاب (الفصول في قيام ليالي رمضان)‪ ،‬وهذه الفصول موجودة‬

‫‪ .1‬انظر‪ :‬تذكرة أولي النهى والعرفان‪ ،‬بأيّام الواحد الديّان‪ ،‬وذكر حوادث الزمان ‪.291 ،290/1‬‬
   352   353   354   355   356   357   358   359   360   361   362