Page 345 - قبيلة الكثران اللامية الطائية

‫قبيلة الكثران اللامية الطائية ‪341‬‬

‫ويملك الشيخ محمد العجاجي شخصية قوية ومؤثرة‪ ،‬فهو رجل‬
‫قليل الكلام كثير العمل‪ ،‬مهيباً مرتباً في شؤونه كلها‪ ،‬ويعد من‬
‫زعامات الأحساء وكبارها قبل دخول الملك عبدالعزيز لها‪)1(.‬‬
‫ولشهرة الشيخ محمد وقوة ولائه للدولة السعودية‪ ،‬وسمعته وسمعة‬
‫والده‪ ،‬وبحكم اطلاعه ورزانته‪ ،‬ورجاحة عقله وقوة شخصيته‪ ،‬كان‬
‫الإمام عبدالرحمن الفيصل الذي عرف الشيخ محمد حق المعرفة‪،‬‬
‫وتجمعه به علاقة وطيدة‪ ،‬يعتمد عليه في الكثير من الأمور‪ .‬ومن‬
‫ذلك أن كلفه الإمام عبدالرحمن بترتيب مالية الأحساء‪ ،‬فقام الشيخ‬
‫محمد بالتنظيم والترتيب وتوظيف موظفين‪ ،‬ثم كتب تقريراً للإمام‬
‫يخبره بما عمل وبالوضع الجديد المرتب في المالية‪ .‬وقد كان‬
‫الشيخ محمد رجل الأحساء الأول عند الملك عبدالعزيز يعول عليه‬
‫ويستشيره في كل أمر من أمور الأحساء‪ ،‬وقلما يصدر قرار‪ ،‬أو‬
‫يعين شخص في الأحساء إلا بعد معرفة رأيه‪ ،‬فأصبح من رجالاته‬
‫الذين يعتمد عليهم في الأحساء حيث كان يراسله باستمرار ويطلعه‬
‫على المستجدات على الساحة السياسية‪ ،‬وعلى مستوى الدولة ككل‪.‬‬
‫ومن ذلك أ ْن كلفه الملك عبدالعزيز بالإشراف على الفريق الذي‬
‫يحول السجلات المالية في الأحساء من اللغة التركية إلى العربية‪،‬‬
‫كما أوكل إليه مهمة الإشراف على المجلس البلدي في الأحساء‬
‫وطلب منه حث الأعضاء على العمل بما يصلح البلد‪ ،‬وتنمية‬
‫الواردات‪ ،‬وكلفه بكتابة تقرير له عن سير عمل المجلس‪ .‬وجميع‬
‫تلك المهام موجودة في وثائق مراسلات الشيخ محمد بن عبدالعزيز‬
‫مع الملك عبدالعزيز رحمه الله‪ .‬ويوجد في دارة الملك عبدالعزيز‬

‫‪ .1‬ذكر د‪ .‬محمد القريني في كتابه‪ :‬الإدارة العثمانية في متصرفية الأحساء‪ ،‬ص‪( : 322‬أن الملك‬
‫عبدالعزيز حصل على معلومات دقيقة عن الأوضاع داخل الهفوف من خلال بعض زعاماتها‬

‫أمثال‪ :‬القصيبي‪ ،‬الملا‪ ،‬الجغيمان‪ ،‬الجعفري‪ ،‬السويلم‪ ،‬العجاجي‪ ،‬الحافظ)‪.‬‬